لكل حدث حقيقي في التاريخ مكان وزمان .. والحدث الذي أتناوله الآن – كمقدمة للثورات السورية – له
مكان .. وهو معظم أنحاء العالم . أما الزمان فهو عام 1918م وتحديدا ً نهاية العام في شهر تشرين الثاني حين توقفت آلات الدمار بعد أن عملت أربع سنوات متواصلة دون كلل أو ملل .
انقطع أزيز الطائرات ، وسكتت المدافع ، وخمدت النيران ، وتنفس العالم الصعداء ، وسعد بنعمة السلام القادم .. لأن الحرب العالمية الأولى قد انتهت . وتداعى المنتصرون خيلاء ًوجروا المنهزمين إذلالا ًإلى ماسمي مؤتمر الصلح .. ولكنه في الحقيقة كان مؤتمر الظلم . وكما تعلمون وترون ليس جديدا ً أن يصل الحمقاء إلى قيادة العالم ، فيصلونه بشرورهم وآثامهم . والتاريخ حوادث تتولد منها حوادث وأسباب تؤدي إلى نتائج . وأفظع نتيجة لهذا المؤتمر الصلح كانت الحرب العالمية الثانية.
لسنا بصدد هذا البحث الطويل ، بل بصدد الويلات التي خصت العرب من هذا المؤتمر، وماتلاها من صفقات .
خاض العرب الحرب مع المنتصرين وعوملوا معاملة المهزومين . حضروا المؤتمر بأمل الحرية والاستقلال .. وخرجوا منه مستعمَرين بصيغة الانتداب .
لم يكن العرب يصدقون أن بريطانيا – وهي الدولة العظمى في ذلك الوقت – تحنث بوعودها وتخون حلفاءها .. أو أنها اتفقت – سرا ً – مع فرنسا على اقتسام تركة الرجل المريض والمهزوم .. أي : الإمبراطورية العثمانية . أو أنها قد تبرعت بفلسطين ليهود العالم ، يقيمون عليها وطنهم القومي . والأحداث تتالت بسرعة .. وفرنسا التي تعرف خداع صديقتها بريطانيا ، وتراجعها عن اتفاقاتها ، أسرعت لاحتلال الساحل السوري . وضربت عرض الحائط بحلم عربي كاد يتحقق .. وبدا أن لادولة عربية .. ولا استقلال .
أنزلت فرنسا الأعلام العربية عن كافة دوائر الدولة ، من رأس الناقورة ، حتى اسكندرون .. بل ومزقتها مستهينة برافعيها ومناصريها . واحتلت جيوشها الساحل كاملا ًمع كيليكيا ، كما هي حصتها في اتفاق سايكس بيكو . وباء العرب بالخيبة والخزلان . وبدا لهم أن الحرب التي شاركوا فيها أدت – فقط – إلى تبديل مستعمر بمستعمر. وأن بريطانيا وفرنسا تقبضان الآن ثمن قوتهما وانتصارهما . و أدرك أحرار العرب أن الاستفلال يؤخذ ، ولا يعطى .. ولا سبيل لاسترجاع ما أخذ بالحرب ، إلا بالحرب . والثورات اللاحقة سوف تعيد خسارة الحرب السابقة .
الثورات السورية:
كانت المنطقة الساحلية أولى الأراضي التي احتلتها فرنسا .. وفيها قامت أول مقاومة ، وهي ثورة الساحل بقيادة المجاهد الشيخ صالح العلي . وهي الثورة التي سأتحدث عنها بتوسع ، لأنها جزء من تاريخنا.. بل وتراثنا .
التكمله بعدين .....
مكان .. وهو معظم أنحاء العالم . أما الزمان فهو عام 1918م وتحديدا ً نهاية العام في شهر تشرين الثاني حين توقفت آلات الدمار بعد أن عملت أربع سنوات متواصلة دون كلل أو ملل .
انقطع أزيز الطائرات ، وسكتت المدافع ، وخمدت النيران ، وتنفس العالم الصعداء ، وسعد بنعمة السلام القادم .. لأن الحرب العالمية الأولى قد انتهت . وتداعى المنتصرون خيلاء ًوجروا المنهزمين إذلالا ًإلى ماسمي مؤتمر الصلح .. ولكنه في الحقيقة كان مؤتمر الظلم . وكما تعلمون وترون ليس جديدا ً أن يصل الحمقاء إلى قيادة العالم ، فيصلونه بشرورهم وآثامهم . والتاريخ حوادث تتولد منها حوادث وأسباب تؤدي إلى نتائج . وأفظع نتيجة لهذا المؤتمر الصلح كانت الحرب العالمية الثانية.
لسنا بصدد هذا البحث الطويل ، بل بصدد الويلات التي خصت العرب من هذا المؤتمر، وماتلاها من صفقات .
خاض العرب الحرب مع المنتصرين وعوملوا معاملة المهزومين . حضروا المؤتمر بأمل الحرية والاستقلال .. وخرجوا منه مستعمَرين بصيغة الانتداب .
لم يكن العرب يصدقون أن بريطانيا – وهي الدولة العظمى في ذلك الوقت – تحنث بوعودها وتخون حلفاءها .. أو أنها اتفقت – سرا ً – مع فرنسا على اقتسام تركة الرجل المريض والمهزوم .. أي : الإمبراطورية العثمانية . أو أنها قد تبرعت بفلسطين ليهود العالم ، يقيمون عليها وطنهم القومي . والأحداث تتالت بسرعة .. وفرنسا التي تعرف خداع صديقتها بريطانيا ، وتراجعها عن اتفاقاتها ، أسرعت لاحتلال الساحل السوري . وضربت عرض الحائط بحلم عربي كاد يتحقق .. وبدا أن لادولة عربية .. ولا استقلال .
أنزلت فرنسا الأعلام العربية عن كافة دوائر الدولة ، من رأس الناقورة ، حتى اسكندرون .. بل ومزقتها مستهينة برافعيها ومناصريها . واحتلت جيوشها الساحل كاملا ًمع كيليكيا ، كما هي حصتها في اتفاق سايكس بيكو . وباء العرب بالخيبة والخزلان . وبدا لهم أن الحرب التي شاركوا فيها أدت – فقط – إلى تبديل مستعمر بمستعمر. وأن بريطانيا وفرنسا تقبضان الآن ثمن قوتهما وانتصارهما . و أدرك أحرار العرب أن الاستفلال يؤخذ ، ولا يعطى .. ولا سبيل لاسترجاع ما أخذ بالحرب ، إلا بالحرب . والثورات اللاحقة سوف تعيد خسارة الحرب السابقة .
الثورات السورية:
كانت المنطقة الساحلية أولى الأراضي التي احتلتها فرنسا .. وفيها قامت أول مقاومة ، وهي ثورة الساحل بقيادة المجاهد الشيخ صالح العلي . وهي الثورة التي سأتحدث عنها بتوسع ، لأنها جزء من تاريخنا.. بل وتراثنا .
التكمله بعدين .....